05/06/2021 - 11:28

مقابلة | فيروس كورونا في البلاد.. هل بات من ورائنا؟

تتردد التساؤلات فيما إذا كان فيروس كورونا في البلاد بات من ورائنا، سيما بعد إلغاء معظم القيود للحد من انتشار الفيروس في البلاد والتي امتدت على مدار عام و3 شهور منذ بداية انتشار الجائحة.

مقابلة | فيروس كورونا في البلاد.. هل بات من ورائنا؟

توضيحية (أ ب)

تتردد التساؤلات فيما إذا كان فيروس كورونا في البلاد بات من ورائنا، سيما بعد إلغاء معظم القيود للحد من انتشار الفيروس في البلاد والتي امتدت على مدار عام و3 شهور منذ بداية انتشار الجائحة.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" المستشار في هيئة الابتكار التابعة لوزارة الاقتصاد في مجال اكتشاف وتطوير الأدوية، د. يوسف سهلي، من مدينة طمرة، وهو موظف سابق في شركة "فايزر" حول مدى فعالية المناعة بسبب تناول اللقاح وتأثيرها على الحد من تفشي الفيروس.


"عرب 48": هل كورونا بات من ورائنا في ظل إلغاء معظم القيود؟

د. سهلي: وباء كورونا ليس من ورائنا، بل إن تلقي غالبية المواطنين للقاح ساهم بالوصول بنا إلى التغلب على انتشاره، كذلك شكلت قيود كورونا عاملا في ردع الانتشار لكن الفاعلية للقاح هي الأكثر تأثيرا لنصل إلى حالة إلغاء القيود والحد من انتشار الفيروس. في حين لم تحدد بعد مدة فعالية المناعة في الجسم نتيجة تناول اللقاح، إذ جرى تمديدها لعام وذلك بعد اتضاح وجود الأجسام المضادة جراء التطعيم في الدم بالرغم من مرور سنة على تناول الجسم للقاح.

إن إلغاء الشارة الخضراء والمعيار النفسجي لا يعني نهاية وباء كورونا، فلا تزال هناك تقييدات يجب الالتزام بها لمنع انتشار العدوى مجددا والحفاظ على معدل منخفض من الإصابة في البلاد، أما عن التقييدات التي يجب الالتزام بها فهي ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة، الحجر الصحي لمن لم يتلق التطعيم أو تعافى وكان على مقربة من مصاب كورونا، الحجر الصحي للعائدين من الدول الحمراء، الخضوع لفحص كورونا لكل من يدخل البلاد يشمل المطعمين والمتعافين، مع التأكيد على وجوب الالتزام بالحجر الصحي لمدة 14 يوما مع إمكانية تقليصها إلى 10 أيام في حال الحصول على نتيجة سلبية مرتين على أن يجرى الفحص الثاني في اليوم التاسع من الحجر.

"عرب 48": كيف تفسر العلاقة بين تشجيع تلقي اللقاح وبين فرض قيود صارمة على المسافرين بالرغم من تلقيهم اللقاح؟

د. سهلي: في الوقت الذي نرى فيه أن الصورة الوبائية في البلاد مشجعة جدا، ما زال العالم يعاني من نسب عالية من حيث معدل الإصابة بعدوى الفيروس، وهناك دول كثيرة ما زالت تعاني من انتشار الفيروس، وعليه فإن احتمال انتشار الوباء والطفرات الجديدة ما زال واردا، لذلك فإنه إلى جانب التسهيلات وإلغاء القيود والعودة شبه الكاملة إلى الحياة الطبيعية في البلاد، إلا أن السفر خارج البلاد قد يعرض المسافرين للإصابة بطفرات كورونا المختلفة.

هناك اختلاف في تأثير الفيروس على جسم المصاب ففي حال كان قد تلقى اللقاح فإن التأثير يكون أقل، لكن يبقى احتمال التسبب بعدوى آخرين واردا، كذلك لم يحدد بعد هل اللقاح يحمي الجسم من جميع الطفرات رغم أن الدراسات أثبتت أنه فعال بنسبة معينة لبعض الطفرات، ومن المهم معرفة أن اللقاح يحمي من الإصابة بكورونا بنسبة تصل إلى 95% لكن تبقى نسبة 5% لاحتمال الإصابة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الدول تعاني من نقص في اللقاح وتأخير في توفيره لمواطنيها.

"عرب 48": هل تتوقع أن تكون جرعة ثالثة من اللقاح؟

د. سهلي: تواصل شركات الأدوية إجراء الأبحاث الطبية المتعلقة بفيروس كورونا تحسبا للحاجة للقاحات ضد سلالات كورونا قد يتم اكتشافها، حتى الآن لا نعرف كم سيرافقنا فيروس كورونا، فعلى سبيل المثال ظهر كورونا (سارز 1) عام 2004 ولكنه اختفى سريعا دون لقاح أو أدوية، إلا أنه لو نظرنا حول العالم لوجدنا أن الوباء يسيطر على معظم الدول والإغلاقات تسود العديد من البلدان بسبب النقص في اللقاح، رغم وجود كمية كافية في البلاد فإن احتمالية تلقي جرعة ثالثة من اللقاح قد تكون للسلالات الجديدة المنتشرة حول العالم".

"عرب 48": لماذا لم يتقرر بعد تناول من هم دون 16 عاما للقاح؟

د. سهلي: الأمر يتعلق بالتجارب على هذه الفئة العمرية، فقد أجري قبل فترة قصيرة تجربة على الأطفال من جيل 12 حتى 16 عاما، للتأكد من ملائمة اللقاح لهذه الفئة، إذ أن منظمة الصحة العالمية صادقت على التطعيم لهذا الجيل، إلا أن الجهات المسؤولة قامت بتأجيل بدء تطعيم هذه الفئة بسبب الأعراض التي ظهرت فيما يتعلق بالتهاب عضلة القلب لديها".

"عرب 48": كيف تفسر ظهور أعراض جانبية بعد تناول اللقاح مثل التهاب عضلة القلب؟

د. سهلي: شُفيت 60 حالة من أصل 62 إصابة في التهاب عضلة القلب، وهم من مجموع 5 ملايين شخص تلقوا اللقاح، أي أن النسبة المصابة ضئيلة جدا، ومقارنة مع نتائج التطعيم وفوائده فإنه من الأفضل تناول اللقاح بدلا من المعاناة طول العمر من أعراض الفيروس المزمنة مثل مشاكل في الرئتين، تخثر في الدم، مشاكل نفسية وغيرها؛ كذلك هناك من أصيب بعدوى الفيروس دون ظهور علامات المرض عليه، لكنه لاحقا تعرض لوعكة صحية ليتضح أن تأثير الفيروس لا زال يسيطر عليه مما سبب له أمراضا أخرى.

"عرب 48": ما هي أهم التوصيات في أعقاب معطيات الإصابة بالعدوى المنخفضة واستمرار انخفاض المنحنى الوبائي؟

د. سهلي: أنصح من لم يتلق التطعيم بأن لا يتأخر أكثر من ذلك، الأوضاع تتحسن بفضل اللقاح، فالفيروس لم يختف بعد وهناك تشكيلة مختلفة من السلالات المنتشرة حول العالم، وقد أثبتت الدراسات أن اللقاح هو أفضل طريق للوقاية، لننظر إلى أكثر الدول المتقدمة نجد أن الإغلاق في أستراليا واليابان على سبيل المثال لم يجد نفعا، رغم طول مدته التي وصلت إلى 7 شهور، لكن الوباء لا زال يسيطر بسبب عدم توفر اللقاح".

التعليقات